فصل: تفسير الآية رقم (82):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل



.تفسير الآيات (58- 59):

القول في تأويل قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [58- 59].
{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} من تتمة كلامه لقرينه، تقريعاً له، أو معاودة على محادثة جلسائه، تحدثاً بنعمة الله تعالى.

.تفسير الآيات (60- 61):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [60- 61].
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} أي: لنيل مثله، فليجدّ المجدون، ولما وصف ملاذّ أهل الجنة، تأثره بمطاعم أهل النار، بقوله سبحانه:

.تفسير الآية رقم (62):

القول في تأويل قوله تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ} [62].
{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ} وهي شجرة كريهة المنظر والطعم، كما ستذكر صفتها.

.تفسير الآيات (63- 65):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} [63- 65].
{إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً} أي: محنة وعذاباً: {لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا} أي: حملها: {كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} أي: مثل ما يتخيل ويتوهم من قبح رؤوس الشياطين، فهي قبيحة الأصل، والثمر، والمنظر، والملمس. قال الزمخشري: وشبه برؤوس الشياطين دلالة على تناهيه في الكراهية، وقبح المنظر؛ لأن الشيطان مكروه مستقبح في طباع الناس، لاعتقادهم أنه شر محض لا يخلطه خير، فيقولون في القبيح الصورة: كأنه وجه شيطان، كأنه رأس شيطان. وإذا صوره المصوّرون جاءوا بصورته على أقبح ما يقدّر، وأهوله. كما أنهم اعتقدوا في الملك أنه خير محض لا شر فيه. فشبهوا به الصورة الحسنة. قال الله تعالى: {مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31]، وهذا تشبيه تخييلي. انتهى. أي: لأمر مركوز في الخيال. وبه يندفع ما يقال إنه تشبيه بما لا يعرف، وذلك لأنه لا يشترط أن يكون معروفاً في الخارج. بل يكفي كونه مركوزاً في الذهن والخيال، ألا ترى امرأ القيس- وهو ملك الشعراء- يقول:
وَمَسْنُوْنَةٌ زِرْقٌ كَأَنْيَاْبِ أَغْوَاْلِ

وهو لم ير الغول، والغول نوع من الشياطين؛ لأنه في خيال كل أحد مرتسم بصورة قبيحة، وإن كان قابلاً للتشكل.

.تفسير الآية رقم (66):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} [66].
{فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا} أي: من طلعها: {فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} أي: لغلبة الجوع، أو الإكراه على أكلها.

.تفسير الآية رقم (67):

القول في تأويل قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ} [67].
{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ} أي: لشراباً كالصديد، أو الغساق، ممزوجاً من ماء متناه في الحرارة، يقطع أمعاءهم.

.تفسير الآية رقم (68):

القول في تأويل قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} [68].
{ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ} أي: مصيرهم: {لَإِلَى الْجَحِيمِ} أي: إلى دركاتها، أو إلى نفسها لا مفر لهم ولا محيص كيفما تحولوا. قال ابن كثير: أي: ثم إن مردّهم بعد هذا الفصل لإلى نار تتأجج وسعير تتوهج، فتارة في هذا، وتارة في هذا. كما قال تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن: 44]، هكذا تلا قتادة هذه الآية عند هذه الآية. وهو تفسير حسن قوي. انتهى.
ومن لطائف الإشارات في هذه الآية، ما قاله القاشاني، وعبارته: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} وهي شجرة النفس الخبيثة المحجوبة النابتة في قعر جهنم المتشعبة أغصانها في دركاتها القبيحة الهائلة ثمراتها من الرذائل والخبائث، كأنها من غاية القبح والتشوه والخبث بالتنفر: {رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} أي: تنشأ منها الدواعي المهلكة، والنوازع المردية الباعثة على الأفعال القبيحة، والأعمال السيئة، فتلك أصول الشيطنة، ومبادئ الشر والمفسدة، فكانت رؤوس الشياطين: {فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا} يستمدون منها ويتغذون ويتقوون، فإن الأشرار غذاؤهم من الشرور، ولا يتلذذون إلا بها: {فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} بالهيئات الفاسقة، والصفات المظلمة، كالممتلئ غضباً، وحقداً، وحسداً، وقت هيجانها: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} الأهواء الطبيعية، والمُنى السيئة الرديئة، ومحبات الأمور السفلية، وقصور الشرور الموبقة، التي تكسر بعض غلة الأشرار: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ} لغلبة الحرص والشره، بالشهوة، والحقد، والبغض وأمثالها، واستيلاء دواعيها مع امتناع حصول مباغيها. انتهى.
وهذه الإشارات من المجازات التي تتسع لها اللغة؛ لأنها لا تنحصر في الحقيقة، ولا يقال إنها المرادة هنا، لنبؤها عن نظائرها من آيات الوعيد، والله أعلم.
وقوله تعالى:

.تفسير الآيات (69- 70):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} [69- 70].
{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} تعليل لاستحقاقهم تلك الشدائد بتقليد الآباء في الضلال. والإهراع: الإسراع الشديد كأنهم يزعجون على الإسراع على آثارهم، وفيه إشعار بأنهم بادروا إلى ذلك من غير نظر وبحث، بل مجرد تقليد وترك اتباع دليل. قال الرازي: ولو لم يوجد في القرآن آية غير هذه الآية في ذم التقليد، لكفى.

.تفسير الآيات (71- 72):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ} [71- 72].
{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ} أي: أنبياء حذروهم العواقب.

.تفسير الآية رقم (73):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ} [73].
{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ} أي: الذين أُنذروا وخُوّفوا، فقد أُهلكوا جميعاً.

.تفسير الآية رقم (74):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [74].
{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} أي: الذين أخلصوا دينهم لله، أو الذين أخلصهم تعالى لدينه، على القراءتين، أي: فإنه تعالى نصرهم وجعل العاقبة لهم. ثم أشار تعالى إلى أنبائهم، تثبيتاً لفؤاده صلوات الله عليه، وتبشيراً لأتباعه، بقوله:

.تفسير الآيات (75- 77):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} [75- 77].
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ} أي: بقوله: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً} [نوح: 26]، {فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} أي: نحن بهلاك قومه؛ لأنه لا يجيب المضطر غيره: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} أي: من الغرق والطوفان. والمراد بأهله، من آمن معه: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} أي: في الأرض بعد هلاك قومه.

.تفسير الآيات (78- 79):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} [78- 79].
: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} أي: أبقينا عليه في الأمم بعده ثناء حسناً، فمفعول تركنا محذوف، أو ما حكاه تعالى بقوله: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} أي: أن يسلموا عليه إلى يوم القيامة، أي: أن يقولوا هذه الجملة. قال السمين: قوله: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ} مبتدأ وخبر، وفيه أوجه:
أحدها أنه مفسر لتركنا. والثاني أنه مفسر لمفعوله. أي: تركنا عليه شيئاً وهو هذا الكلام. أو ثَمّ قول مقدر، أي: فقلنا سلام. أو ضمن تركنا معنى قلنا، أو سلط تركنا على ما بعده. وقرئ {سلاماً} وهو مفعول به لـ {تركنا}.

.تفسير الآية رقم (80):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [80].
{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} تعليل لما أثيب به من التكرمة، بأنه مجازاة له على إحسانه، وهو مجاهدته في إعلاء كلمة الله، والدعوة إلى الحق ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً.

.تفسير الآية رقم (81):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [81].
{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} أي: المصدقين، وتعليل إحسانه بالإيمان، إظهار لفضل الإيمان ومزيته، حيث مدح من هو من كبار الرسل به، فالمقصود بالصفة مدحها نفسها، لا مدح موصوفها، وذلك لأن الإيمان أساس لكل خير يوجد، ومركز لدائرته، ومسك خاتمته.

.تفسير الآية رقم (82):

القول في تأويل قوله تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} [82].
{ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} أي: من كفار قومه.

.تفسير الآية رقم (83):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} [83].
{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} أي: ممن شايعه، وتابعه في الإيمان، والدعوة القوية إلى التوحيد.

.تفسير الآية رقم (84):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [84].
{إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي: أقبل إلى توحيده بقلب خالص من الشوائب، باق على الفطرة، سُلَيم عن النقائص والآفات، محافظ على عهد التوحيد الفطريّ، منكر على من غيّر وبدّل.

.تفسير الآية رقم (85):

القول في تأويل قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} [85].
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} أي: من دون الله.

.تفسير الآية رقم (86):

القول في تأويل قوله تعالى: {أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} [86].
{أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} أي: أتريدون بطريق الكذب، آلهة دون الله؟

.تفسير الآية رقم (87):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [87].
{فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: بمن هو الحقيق بالعبادة، لكونه ربّاً للعالمين، حتى تركتم عبادته وأشركتم به غيره، والمعنى: لا يقدّر في وهم ولا ظن ما يصد عن عبادته؛ لأن استحقاقه للعبادة أظهر من أن يختلج عرق شبهة فيه، فأنكر ظنهم الكائن في بيان استحقاقه للعبادة، وهو الذي حملهم على عبادة غيره. أو المعنى: فما ظنكم به؟ ماذا يفعل بكم وكيف يعاقبكم، وقد عبدتم غيره؟ وعلى كلٍّ، فالاستفهام إنكاري. والمراد من إنكار الظن إنكار ما يقتضيه.

.تفسير الآية رقم (88):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} [88].
{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} أي: ليريهم على أنه يستدل بها على شيء لأنهم كانوا منجّمين.

.تفسير الآية رقم (89):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [89].
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي: مريض لا يمكنني الخروج معكم إلى معيّدكم. ترخص عليه السلام بذلك؛ ليتخلص من شهود زورهم، ومنكراتهم، وأفانين شركهم، مما تجوزه المصلحة، أو عنى أنه سقيم القلب، تشبيهاً لغمه وحزنه بالمرض، على طريق التشبيه، أو أراد أنه مستعد للموت استعداد المريض، فهو استعارة، أو مجاز مرسل.
قال الزمخشري: والذي قاله إبراهيم عليه السلام، معراض من الكلام، ولقد نوى به أن من في عنقه الموت، سقيم. ومنه المثل: كفى بالسلامة داء. وقول لَبِيد:
فَدَعَوْتُ رَبِّيَ بِالسَّلَاْمَةِ جَاْهِداً ** لِيُصِحَّنِيْ، فَإِذَاْ السَّلَاْمَةُ دَاْءُ

ومات رجل فجأة، فالتفّ عليه الناس، وقالوا: مات وهو صحيح. فقال أعرابيٌّ: أصحيحٌ مَن الموت في عنقه؟ انتهى.
وقال السيوطي في الإكليل: في الآية استعمال المعاريض والمجاز للمصلحة.

.تفسير الآية رقم (90):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} [90].
{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} أي: إلى معبدهم.

.تفسير الآية رقم (91):

القول في تأويل قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} [91].
{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ} أي: ذهب إليها في خفية: {فَقَالَ} أي: للأصنام استهزاء: {أَلَا تَأْكُلُونَ}.

.تفسير الآيات (92- 96):

القول في تأويل قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [92- 96].
{مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ} أي: بإيجاب ولا سلب: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ} أي: هجم عليهم: {ضَرْباً بِالْيَمِينِ} أي: التي هي أقوى الباطشتين، فكسرها: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ} أي: إلى إبراهيم بعد ما رجعوا: {يَزِفُّونَ} أي: يسرعون لمعاتبته على ما صدر منه، فأخذ عليه السلام يبرهن لهم على فساد عبادتهم: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} أي: من الأصنام: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} أي: وما تعملونه من الأصنام المنوعة الأشكال، المختلفة المقادير، ولما قامت عليهم الحجة، عدلوا إلى أخذه باليد والقهر.